الجمعة

البطانة واللحــاف



اعتاد الناس في المجتمعات العربية عند توجيه النقد لأنظمتهم والتعبير عن غضبهم إزاء قضاياهم العامة وتقصير المسؤول



الوقوف عند خطوط حمراء مُعينة لا يتعداها ولا يستطيع تجاوزها



هذه الخطوط التي وضعها المجتمع لنفسه وتوهم بأن تجاوزها من الكبائر وعظائم الأمور فرضي بها وارتضاها الحاكم وسولتها نفسه





فخـُيل للجميع أن من يتجاوزها يُزج به  في السجون أو يُقتل مهما كانت أدوات الناقد أو المُصلح عادلة و واضحة وشفافة




وهذه الخطوط الحمراء في السعودية.. ما دونها( البطانة) وما فوقها اللحاف (صاحب السمو)



هذه البطانة التي نالت حضها من الغسيل والكي والنشر وأصبحت شماعة تُعلق عليها كل المصائب ويتبعها الفشل



فكُلما حدث إهمال فسـاد \ البطانة .. البطانة..

 وكـُلما سمعنا دعوة للتغريب قالوا البطانة


دعوات القنوت في رمضان أصبحت اللهم إصلح البطانة‘ فصارت ثقافتنا النقدية شتوية بسبب ترديد البطانة والبطانية



والبطانة غرقانة ومُنهكة ما بين مطرقة ما فوق الخطوط الحمراء(طويل العمر) وسندان ماتحت الخطوط الحمراء (لوم المُجتمع) ولا تعلم كيف تُرضي الطرفين المُتضادين



ويضل اللحاف في منأ عن الأوساخ لا تقربه أدوات الغسيل وليس قابل للنشر لا يجوز لومه وهو من الأمور المسكوت عنها


لقد أمعنا في مُحاسبة البطانة وحملناها ما لم تحتمل وتجاوزنا عن اللحاف



لماذا لا يكون توجيه النقد مُباشر وماذا في ذلك



إننا في أمس الحاجة للشفافية والوضوح والمُكاشفة والتي نفتقدها وتغيب عنا


فولي الأمر شخصاً واحداً ولنقل خمسة أشخاص بينما الشعب 20مليون هؤلاء العشرون مليون أليس فيهم مايرى الصواب ويعرف الخطأ لماذا لا يوجهون هؤلاء الخمسة




ولماذا نتغافل عن خطاب الملك عبدالله عندما طلب منا النصح والتوجيه ولم نعمل به





هل إلى هذا الحد نحن جُبناء وضعفاء