السبت

الإدلوجيا السعودية بين السعي الداخلي والضغوط الخارجية


إنه لمن المُحزن والمُخجل مَن يسعى للتغيير والتطوير لكن إلى الأسوأ ، وينتكس ليــُقال عنه إنه تطور أو متطور والمُصيبة عندما يُداس على المبادئ والمُثل لمُجاراة الآخرين ونيل رضاهم ، والطامة الكبرى عندما يصل الأمر إلى الحرج من أحكام الدين والحيلولة دونها وقلب مفاهيمه لقبول الآخر
السعوديون دائماً يبدءون من حيث بدأ الآخرون ليس من حيث إنتهوا حتى في اختصاصاتهم وشؤونهم ، فالأمم تتخلص من مُخلفاتها لتستقطبها السعودية وتعمل منها براءة اكتشاف غير مسبوقة  ، فلا نحن الذين استفدنا من تجارب الآخرين وتحولاتهم ولا نحن الذين بقينا على ما نحن عليه
العالم يكتشف الحياة من خلال القرآن وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ونحن لم نكتشف بعد تدمير حياتنا بتحوير النصوص الدينية والخوض دون القرآن والسنة النبوية واللذان مافتئا أن يكونا دستوراً يهذون به
لماذا بات الدين غريباً لدينا ومن الذي ليس جديراً بالآخر فهل نحن لا نستحق أن نحمله ونفهم تعاليمه ولو كان الإسلام لدى غيرنا لقدروه حق تقديره
وهل نحن بعد مسيرة 1400 عام من نزول الوحي ومبعث خاتم الرسالات والمعجزات النبوية وبعد قرن من العمل والتصديق بدعوة محمد بن عبدالوهاب نكتشف أننا أغبى الأمم فلم نفهم الدين ولا نسعى لفهمه ولم نعد سوى أمة مـُبرمجة على الترديد
هل القيادة السعودية والتي كانت تتخذ المؤسسة الدينية حصناً لها لم تعد بحاجة إليها الآن وهل المؤسسة بالنسبة لها مُجرد حصن قد يتعرض للأنهيار في ظل الغزو الفكري والمُطالبات الليبرالية الداخلية والخارجية والحاجة الماسة للتعري فأصبحت ورقة الدين غير رابحة وصار لديهم آمال وتطلعات لا تتحقق إلا بأدلجة الدين ولم يكن الدين صالح لكل زمان ومكان كما كان شيوخنا يـُرددون فأصبح الترديد يتضاءل وأصبحت الأصوات تتعالى بتطوير الدين ليتناسب ومُتغيرات العصر فمن الذي بحاجة إلى تطوير هل هو الدين أم نحن ؟
لماذا أصبحت قاعدة" درء المفاسد مُقدم على جلب المصالح" عبارة عن ريموت يُقلبه شيوخ السلطة حيث يشاءون فإذا كانت المصلحة للسلطة لاتدرئ المفسدة وعندما تكون للفرد يُدرء عنها كل شيء !!
السعودية تسعى حثيثة لقلب الموازين فبعد ما اتضح اللعب السياسي والتسييس الخفي باتت تؤدلج الدين فظهرت لنا فتاوى عصرية لا تخدم المجتمع الذي يُريدون أن يطوروه أصلاً بقدر ما تُضلل فكره وتشتته وتقطع أواصره كفتوى اجازة السفر للمرأة من غير محرم
الأمر لم يقف عند الأدلجة بل وصل إلى القيام بحذف باب الولاء والبراء من منهج التوحيد وغربلة مواد الدين بذريعة انزعاج الغرب من هذا التفريق !!
وهـُناك سعي بتعيين ليبراليين شيوخ بعباءة عربية والتمكين من القرارات على مختلف الأصعدة ليخرجوا بالمجتمع من دائرة التحفظ والانغلاق وليكون مُجتمعاً تنويرياً يقبل الحداثة ويرضى بالقرارات الجديدة والغريبة عليه كما سمعت من مصادر غربية وقبول سعودي
إننا الآن لم نعد نرى بلداً إسلامياً ومجتمعاً مُسلماً كما يقره دستورنا بل أصبحنا عبارة عن هجين من خليط من مختلف الأمم وهذا ما تثبته التحولات والتغيرات التي طرأت على السياسة والأقتصاد والقضاء والتعليم والإعلام والسعي لها فالأدلجة باتت في جميع نواحي الحياة بتخطيط مدروس لحصار المجتمع وتغيير مفاهيمه

هناك تعليقان (2):

  1. عواطف انا من اشد المعجبين بكتاباتك

    الله يوفقك

    ويستر عليك لاني بصراحه خايفه عليك


    من (العملاق )


    سيف سكاكا

    ردحذف
  2. لماذا أصبحت قاعدة درئ المفاسد مُقدم على جلب المصالح عبارة عن ريموت يُقلبه شيوخ السلطة حيث يشاءون فإذا كانت المصلحة للسلطة لاتدرئ المفسدة>>>>>...

    ====
    أنصحك بعدم الكلام في المصالح ولا تقديم أهون الشرين ولا درء الشر, ولا ارتكاب أخف الضررين...
    وقراءة كتاب قواعد الأحكام...
    وقواعد الإملاء لكتابة درء وغيرها بشكل جيد
    والأهم لا تسمي شيوخ سلطة..
    العالم عالم وشيخ وقاضي وداعِ خير وموعظة والعلماء نجوم السماء حاجة الناس لهم أكثر من حاجتهم للأطباء... وغيرهم من الساسة والحرفيين
    أنصحك بالقرآن ففيه شفاء وموعظة وهدى ونور

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.