الاثنين

مفهوم الإنتماء للوطن والدولة

الوطن هو السكن والمأوى وهو الأرض التي ورثناها ونشأنا عليها وتنقلنا بين أحضانها ومرحنا في مرابعها
استقينا من عذوبة ماءها وتنفسنا عليل هواءها وكم تغنينا بأوطاننا ومَجدناها ولم نؤثر عليها وطن من الأوطان ولا يطيب العيش بدون الوطن ولا حب سواه
فلا مساومة على محبته ولا ملامة في عشقه,,,,,
ولي وطن آليت ألا أبيعه ..
ولا أرى غيري له الدهر مالكا
عُمرت به شرخ الشباب منعمٌ
بصحبة قوم أصبحوا في ضلالكا
،،،،،،لذلك فإنه ليس في ولاءه مُزايدات ولا على هواه رهانات ولا انشقاق عنه ولا يستطاب الانفتاق منهأجل فحب الأوطان نزعة في البشر حتى الطيور تحن لأوطانها

،،،،،،روحي وما ملكت يداي فداه .. وطني الحبيب وهل أحب سواه
وطني الذي قد عشت تحت سمائه .. وهو الذي قد عشت فوق ثراءه
منذ الطفولة قد عشقت ربوعه .. إني أحب سهوله وربـــــــــــاه،،،،،،

ولم يكن هُـناك بد لمن ترك أرضه أو أرغم على هجرتها ، لكن عندما يرتبط حب الوطن و ولاءه بقدسية الحاكم وتشريعاته حينئذ يتحول الشعور بالحب والولاء الفطري والوجداني إلى تبعية مرغمة وحب أفلاطوني غير حقيقي فتصبح غريزة الحب "صناعة" مرهونة صلاحيتها بصلاحهذا الصانع ومُناطة بأهدافه وسياسته

الحب هبة من الخالق ليس أمراً اختيارياً فهو قبول ورضى ذاتي ليس أجباراً ولا يمكن لأحداًأن يجعلني أقدس دولتي بمجرد قصيدة وخطاب

وحب الوطن (الدولة) في نظر البيوقراطيين هو الولاء الكامل والتبعية المطلقة لكل ما يمليه الحاكم دون احتجاج والصمت تجاه الباطل واللاوطنية أن تذكر جوانب الخلل وتنتقد ولوبأدب مؤسسات الدولة العليا وعلى ذلك فأنت مجاهراً تتشفى ومارق منشق
إن حب الدولة لا تقيسه الشعارات ولا يُقاس بالكلام ولا يملى كما يُملي معلم اللغة لتلميذ الإبتدائي قطعة إنشاء عن توحيد الجزيرة
وذلك هو ما أوحت به تلك الأبيات الشهيرة والتي تمثلت في حب الدولة وما ينتمي لها بصورة فاضحة،،،
ارفع راسك أنت سعودي .. غيرك ينقص وأنت تزودي الخ...الأبيات

هُـنا ميز الشاعر المواطن بميزة لا يتميز بها أصلاً بل أن الشاعر في الأساس ينسبها إلى دولته وأسرته فلم يكن لديه معول يعول قصيدته عليه سوى التعالي على الأخر ونسب النقص له وهذا ما ننبذه نحن
فالشعراء هم ركيزة أساسية من ضمن الركائز التي تؤجج العنصرية والعصبية الوطنية والتي ظاهرها المحبة وباطنها الفتنة وإن كان بعضهم يصيغها على جهل منه وحماس وعدم ادراك لخطورة ما تعنيه قصائدهم وحماسهم
إن الإنتماء للدولة وحب الحاكم أصبح يتمثل في سم طال عمرك وذلك يعبر عن السمع والطاعة بصمتوعند الإستفهام عن أمر ما فعليك بخفض الجناح وتذليل النفس وتبدأ بــــــــ ياطويل العمر
إلى غير ذلك من المسميات والشعارات والألقاب التي ترددها وكالات الأنباء ومن كثرة الترديد والإستماع أخطئ أحياناً والفظ الصلاة على النبي بغير شعور

هذا هو حب الوطن في نظر البعض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.