الجمعة

بدوي يدعو إلى التعايش





التعايش \ هو التمازج أو التداخل أو الانسجام - وشرعاً الولاء

وعكسه الأنفصام - وشرعاً البراء

 
والتعايش هـُنا هو ولــيد العولمة الأم , وشقيقه حوار الأديان , وعكسه صراع الحضارات وهذه الأم تُربي أبناءها على الحداثة والتنوير

 
يقول المثل الشعبي المصري :

دبور وزن على خراب عشه

ويقول المثل الشعبي السعودي :

لـــ بغى ربك يْقرد النملة خلق لها جناحين

 
وفي كل الأحوال عندما يقوم فرد أو جماعة على خوض تجربة غير مدروسة ومـُسبقة الفشل فإن النتائج

ستكون وخيمة سيما وإن كانت تجربة مصير وإعادة صياغة مـُعتقد وبخاصة إذا كانت بحق شعب بأكمله والقائم عليها يــُدار ولا يُدير والمُدير عدو مـُتربص أو عميل
 
والتعايش بين الكائنات دائماً يكون محمود لأنه يحدث بدافع الألفة والتي هي أهم مقومات هذا التعايش

لكن التعايش بين البشر هو من المُـحدثات الباطلة وذريعة للجور على الآخر
فهو لا يقوم على الألفة لكنه يأتي بغرض الائتلاف غير المحمود والذي يـُجبر الفئة الأضعف على التنازل والتضحية في سبيل رضى وبقاء الفئة القوية

كي تتمكن الفئة الضعيفة من العيش بأمان حتى لو كانت العبودية هي الثمن
وهذا التعايش ماهو إلا جريرة للتواطؤ من الجانب الضعيف والتوافق غير المُـتفق
فالتعايش مثلاً ؛ بين السـود والبيـض هدفه تبادل المصالح المُطلقة ( غير المشروعة )

والتعايش بين المسيحيين واليهود غايته الاستحواذ على المـُقدرات

والتعايش بين الدول العظمى هو لذات الأهداف والهدف الرئيسي هو الهيمنة على الثروات والمُعتقدات والأوطان

 
وفي كل الأحوال فإن المـُسلمين في الغالب هم الضحية وهم المُستهدفون دائماً
 
حقاً عش دهراً ترى عجباً

لا أدري لماذا نحن نصوم عمراً وفي النهاية نفطر على بقايا الطعام

فنحن بالذات كعرب لا نملك خُطى ثابتة وليس ثمة جدية في تقرير المصير فدائماً يكون العمل من أجل عملاً آخر

ودائماً ما نستخدم الفعل لأجله فلا قيمة لبقية الأفعال ولا تجسيد لمبدأ وهذا ما تثبته مؤتمراتنا الخارجية وقراراتنا الداخلية فالبطل هو من يتبنى التوصيات الخارجية
 
إبتداءً بحوار الأديان والذي كان المُحاور فيه مُـجرد مـُتلقي يـُملى له ولا يملي وانتهاءً بجامعة كاوست العملاقة فالعلم ذريعة الاختلاط
 
أذكر عندما طالب الغرب بإنصاف المرأة السعودية وإعطائها حقوقها وإنها مظلومة قام المعنيون بالأمر

في السعودية وتمخضوا وتعسرت الولادة ثم أنجبوا قناة الإخبارية ليس لأجل مصداقية الخبر لكن لتعيين المُذيعات السعوديات

ولسان الحال يقول هذه هي المرأة السعودية تظهر في التلفزيون من دون تقييد

 
أخيراً

لا يمكن للخنازير أن تستوطن الصحراء وتحل محل الابل ولا أن تزرع رمالها أشجار الكاكاو عوضاً

عن النخيل وسنابل القمح فشمسنا المُحرقة لا يعتاد عليها غيرنا

فدعونا في هموم المزايين وقيصد الغاوين