الأحاديث النبوية الشريفة بين الأخذ والرد من المصلحة والنظام

قال تعالى "وما آتكم الرسول فخذوه وما نهكم عنه فانتهوا، واتقوا الله، إن الله شديد العقاب"....يتعامل الكثير من العامة مع الأحاديث النبوية الشريفة بتحيزٍ ما بين الأخذ والرد فيتناولون منها ما يُناسبهم ويتماشى مع ظروفهم وأوضاعهم ومتطلباتهم ويتركون ما وراء ذلك والبعض يُجزئ الحديث إلى جزيئات يُقر الجزء الذي يُناسبه ويترك جزءه الآخر، حتى السلطة والأنظمة التشرعية تسير على نهج الشعب فدائماً ما يُردد الرجال الأحاديث التي تكون في صفهم وتُلزم المرأة بالطاعة وتُقدم الرجل على المرأة ناسين أو مُتناسين معناها وفيما ذُكرت فمثـــلاً يــُردد الكثير من الرجال قوله صلى الله عليه وسلم "ما رأيت من ناقصات عقل ودين .." على أنه انتقاص من عقل المرأة ودينها ... وهذه النظرة مغلوطة وتفسيره ..فنقص الدين بأنه أمر مــُحدد وهو نقصان الصيام والصلاة في أيام الحيض والنفاس فهو نقص جزئي محصور في بعض العبادات كما أنه نقص مـــؤقت فأما نقصان العقل فــشهادة رجل بإمرأتان وهذا تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم________المرأة خُلقت من ضلع أعوج هـكذا يُعيب الرجل المرأة يظن أن الرسول أعاب النساء في هذا الحديث وليس ذلك من هديه صلى الله عليه وسلم ومن المؤسف التركيز على هذه الجملة من نص الحديث الكامل للرسول صلى الله عليه وسلم والذي يوصي بالنساء في بداية الحديث ونهايته لقوله صلى الله عليه وسلم " استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا"وتفسير الحديث أنه عندما خلق الله آدم أراد أن يخلق له حواء لتؤنس وحشته فاختار عز وجل آخر ضلع في القفص الصدري والذي يأتي بشكل منحني ليحمي القلب من أي ضربة مُفاجئة ويأخذ هذا الضلع شكل الاعوجاج ليحمي القلب من الجهة الأخرى ليس من الأمام فقط ومن خلال ذلك يتجلى دور المرأة وهو الحماية والاحتواء وكان الله سبحانه وتعالى قادراً على أن يخلق حواء من أي ضلع آخر لكن تجلت حكمته في اختيار هذا الضلع لتصل رسالته السامية إلى البشر وهو دور المرأة العظيم فيما يتحفظون على الأحاديث التي توصي بالمرأة وتحفظ حقها كــــــــــ قوله صلى الله عليه وسلم خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِ ، وَ أَنَا خَيْرُكُمْ لِنِسَائِي و: " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَ أَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي وقوله "إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم"وفي الجانب المقابل لا نرى من النساء من تتفوه بقوله صلى الله عليه وسلم "يا معشر النساء.. تصدقن، وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة منهن جزلة: وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار! قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير.. رواه مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم : (( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنه)) انتقاص بعضهن لحق الرجل فيما يرددن ماهو في صالحهن ولمصلحتهن كتوصية الأزواج بالزوجات ‘أيضاً نرى أن السلطة تستتر على أحاديث الحث على الجهاد فكثيراً من أحاديث الجهاد لم يسمع بها الكثير ولا يعرفها سوى الفقيه بينما يردد المشايخ ومن يتحدث باسم ولي الأمرالأحاديث التي تحث على طاعة ولي الأمر والسلطان مثـــل قوله صلى الله عليه وسلم(( من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه ,فإنه ليس من أحد من الناس يخرج من السلطان شبراً فمات عليه , إلا مات ميتة جاهلية )وقوله (( من خلع يداً من طاعة , لقي الله يوم القيامة لاحجة له , ومن مات وليس في عنقه بيعة , مات ميتة جاهلية ))رواه مسلم وقوله (( على المرءالمسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية , فإن أمر بمعصية فلا سمع ولاطاعة )) هذا الحديث الطاعة فيه ليست مُطلقة للذلك لا نسمعه كثيراً
بينما يتحفضون على الأحاديث التي لا تكون فيها الطاعة مُطلقة كحديث أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط " عندما اشترط الإكرام بالعدل______ويُردد الحزبيون وما يُقال عنهم أنهم تكفيريون شبهة أن ا لرسول صلى الله عليه أمر بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب وقتلهم هو وسيلة لإخراجهم وغاية ما في هذا الحديث : الأمر بإخراج المشركين من جزيرة العرب ، وهو أمر موكل إلى إمام المسلمين ولا يلزم من الأمر بإخراجهم إباحة قتلهم إذا بقوا فيها ، فهم قد دخلوها بعهد وأمانو يُكرر دائماً علماء السلطة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في تحريم قتل الذمي والمُعاهد وتداولت هذه الأحاديث آبان دخول القوات الأجنبية للبلاد كقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمرو قال «من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً»
وأخيراً لست ضد العمل بكل ما أخبر به وأمر ونهى عنه صلى الله عليه وسلم لكنني استنكر المُداهنة وتطويع كلام الرسول حسب رغباتناهذا وصلي اللهم وسلم على محمد وعلى اله وسلم

عواطف الجوفي