الثلاثاء

التيار دائماً يسير لصالح القبطان

دائماً وعندما يأتي من يعـرض القضايا الهامـة على الملأ ويـظهر بعضاً من الحقائق الغائبـة فوق السطح
فيتفاعل معها المجتمع ويناصرها وتأخـذ حيزاً من اهتمامه ومكاناً في مـُحيط ألآمه ومـُعاناته
تتحول بقدرة قادر إلى شيئأً مـُعاكساً واهتماماً مـُغايراً فيصبح التفاعل مضاداً ، فبعد من كان يقدمها مهماً ومـُختلفاً أصبح مـُفسداً وناقصاً
حتى يبدأ يبغضها المجتمع ويرفضها فيتحول التأييد إلى تصعيد والمناصرة إلى عداء
فكل نقطة ضوء بالسعودية مهما كانت قوة سـطوعها لا يمكن أن تتسع ويزيد إشراقها فسيأتي يوماً وتصبح ظلاماً دامساً وما حول هذا الظلام نورٍ وإشراق !!
مثال*
المسلسل التلفزيوني (طاش) والذي أحدث نقلة نوعية في بداياته و وضع نقطة تحول في المجتمع والنظام فساهم في كسر الحواجز وكان أول منبر إعلامي وعمل تلفزيوني يتناول القضايا الحساسة والحيوية بجرأة وحيادية في قالب كوميدي ممتع حتى تفاعل معه المجتمع تفاعلاً كبيراً وأخذ مكاناً واسعاً، وما أن بدأ يطفو على السطح ويتمازج مع المجتمع حتى أتى من تدخل بشراسة لوقف هذا التفاعل النووي وصد ذلك الحماس الفلسطيني وحشد الطاقات الحلزونية لكي لا ينال هذا العمل الاهتمام ولا ينزعج منه الرجل الهمام بـذكر الخراب على العـوام
فقام هذا العملاق وجمع قواه ليهدم هذا التقدم ولن يهدمه إلا بحشر الملتحين فيه عندها تطير الكل به ونالوا من مقاصده فصنفوا كل حلقة على حده
حتى انقلب الحال وتحول القبول إلى إنكار والتأييد إلى استنكار فأصبح الذي يـُحاكي الهموم يسخر من العموم
حتى بات طاش قضية السعوديين الأولى وصاروا معه في عراك موسمي وجدال لا ينقضي فهم يرون أن طاش يسخر من المجتمع ولا يرون أن المجتمع يسخر من كل شيء !
فهل كان هذا الحـشد لتغيير القناعات مثمر ومن هو الطرف الخاسر هل هو (طاش) الذي يـُناقش الأحداث من دون حساب أم هو المجتمع الذي يمشي عليه كل شيء أم هو العملاق الذي يشتغل ليل نهار لتبديل وتغيير القناعات ؟*
جريدة الوطن
والتي تُعتبر أول صحيفة سعودية من نوعها تتعرض للوزراء وتنتقد الوزارات وأول مؤسسة إعلامية تـُحقق في معاملات ضد الفساد المالي والتجاري وتسخر من عمل المؤسسات الحكومية فكانت في أوجها الأكثر مبيعاً والأعلى طلباً فانتشرت خلال سنة من صدورها
هـُناك تدخل العملاق وقال ليس لي من الأمر من شيء يكون في غير الإغلاق وذلك في الأنعتاق من الهوية إلى العلمانية وبدلاً من التغني في الوطنية نـشجب الرموز الدينية وننال من بعض الأحكام الشرعية فكان ذلك مســوغاً لنجاح وفلاح خطط العملاق عبر الأفاق
فأصبحت الوطن وثن !
وفي الجانب الآخر عندما يقوم ثلة من المناصرين لقضايا الأقلية المُطالبون بالحقوق المدنية فيؤيدهم الأغلبية
يأتي ويقحمهم العملاق فيما لا يطيقون فيكونون مجاهرون مغالون ثرثارون فينضمون إلى قافلة الضلال ويـُقلدون أوسمة الانحلال وفي الحقيقة فإن المُقاضي لا يُفرق بين الحرام والحلال
فكل موقف تأييد وترحيب يُقابله طرف مضاد أقوى منه حتى يؤثر عليه وبذلك فإن الجانب السلبي هو المُـهيمن
والباقي طالما أن الطرف الآخر هو الأضعف وهكذا دواليك في كل نواحي الحياة حتى أن القناعات أصبحت تـُفرض فرضاً ويرضخ لها المجتمع عنوة ، وكثيراً من يظهرون الرفض لأمر ما وفي الحقيقة إنهم يضمــرون القبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.