الخميس

شِيـــــوخ حَـسني السيرة والســــلوك


لن يحظى الشيخ بهذا اللقب وتلك المكانة من دون رضا وتصريح السياسيين
فالشيخ مهما بلغ علمه وذروة معرفته لن يكون ظاهراً ومعلوماً ولن نستطيع مُشاهدته في التلفاز لابساً البشت إن لم يُقدم الولاء ويكون باطنه نابذاً لخصوم الدولة  (يخشى الفتنة)
ولابد أن يمتدح ولي الأمر ويثني عليه بطريقةً أو بأخرى حتى إن لم يكن في قراره راضٍ عن ذلك
وأدنى ذلك كلمة (حفظه الله) وأهمها ( حكام هذه البلاد الذين أسسوا.. وفعلوا ..ألخ )
وأما من يُقر أخطاء الدولة ويتطرق إلى الفساد ويسعى للسداد فلن يظفر أبداً بالشيخة مهما بلغ من نفوذ فمنهج الدولة هُنا هو كن متدين وافعل ما يلزمه عليك
دينك لكن لا تأمر ولا تنهى إلا بإذن
فهُناك وسائل عدة لتكتيمه مُضادة للإصلاح ومن أمثال هؤلاء الشيخ بن زعير
ومن يُطالب بالسلفية ويتحدث بمنهجية فسيكون صوته مُغيب تغييباً تاماً وحوله رادارات تستقطب السلفية وتحولها إلى حداثة  
ولو تُلاحظون أن كل الشيوخ الذين نُشاهدهم ويعتلون منابر الإعلام مؤيدون للدولة قولاً أو فعلاً
حتى هيئة كبار العلماء فتعيينهم من قِبل السلطة لاشك أن حجة الجميع هُنا(أن الدولة تطبق الشريعة الإسلامية ) فيما عدا ذلك يهون فهم يرون أننا أفضل من غيرنا

الدولة لا تقبل بالسلفي حتى وإن كانت هيئة كبار العلماء تظم السلفيين فسلطتهم ليست نافذة .
ولو قرأنا في سيرة ابن عثيمين رحمه الله لوجدنا أنه أكثر العلماء منهجية وجرأة في الحق كان سلفياً مُعتقاً تعتيقاً منهجياً
فلماذا لم يُعين رئيساً للإفتاء رغم أنه كان أعلم من ابن باز ؟
بن باز مع علمه وسلفيته لكنه كان مُهاب فقد كان يمسك العصا من المنتصف فكان مؤيداً للدولة ناصحاً نصح المُحب الوجل على هذا الكيان ‘ صامتاً عن عيوب كثيرة خوفاً من الإنشقاق
لم يكن يملك مزيداً من القوة فقد كان سنه وقدرته حليفاً للسلطة ليضل في رئاسة الإفتاء مع ما كان يتمتع به من بعض الصلاحيات
لو أردنا أن نأخذ جولة سريعة في ملفات شيوخنا الأفاضل فإن الكثير منهم يمر بمراحل فلترة والسجن هو عقرب الساعة الذي يدور على غالبيتهم
فبدايةً- اعتراض ثم سكون فتأييد
ومن بعد التشدد أو الثبات أصبح الشيخ يقبل بالأخذ  والرد  مرناً  ليناً  سلساً  يمط  كالصلصال
لكن هل نستطيع أن نسمي ذلك انتكاس ونقول عنهم أنهم منتكسين أم أدراك أم ضغط
بلا شك أن الثلاثة واردة إن لم يكن جميعها

مثال- العبيكان كان أصولي مُتشدد حصل وإنه أجاز للخروج على آل سعود عام 1400هـ
وبعد خروجه من السجن اعتدل  ثم أصبح حداثي  الآن هو مستشار في الديوان ..وعلى شاكلته كثير
القرني والعودة كانا مُعارضين ثم تراجعا بعد السجن .. وغيرهم .
فهل جميع هؤلاء منتكسون أم عرفوا الدين بالسجن , ولماذا الظهور الإعلامي والتأييد المُطبق ؟
هل هم مُضطرين للشفاعة حتى يقوموا برسالتهم الشرعية .؟ أنا أفسرها كذلك
وماذا عن الذين لم يزالوا في غياهب السجن هل هو ثمن الثبات على المبادئ ؟
لا ضير بأن الدين في السعودية الآن يمر بمرحلة غربلة والسلطة هي من ترعى ذلك بضغوط خارجية وقناعة ذاتية
فهم مهما كانوا لن يسمحوا للدين أن يتحكم بهم
فالدين بالنسبة للسلطة هو عبارة عن ورقة قابلة للربح والخسارة فمتى ما استفادت منه وكان في صفها ربح في الداخل
ومتى ما سبب لها حرجاً خارجياً خسر
لذلك فالشيوخ والقضاء مرجعهم وزارة الداخلية طالما أن الدين يتعارض مع السياسة وليست وزارة الشئون الإسلامية