الثلاثاء

صدام وبن لادن شخصيتان وهميتان

يتفق الغالبية وربما الجميع في تصوراتهم التي يسودها الغموض إتجاه حقيقة هاتين الشخصيتين العملاقيتين
فلا يمكن لأحد أن يجزم جزماً مُطلقاً بوضوح عن حقيقة أياً من الاثنين ومدى صدقهما وصوابهما
فالجميع تتملكه الحيرة في حسم الرؤيا تجاههما حتى وإن كان هـُناك من جازماً بهما فإنما هو واهم لأنه
لا ينطلق إلا من عاطفة وعاطفةً جامحة إما جموحاً ولائياً مُعتاداً أو جموحاً عدائياً على نفس الاعتياد فلا يجزم بهما غير جلساءهم
فالشخصيتان اللتان سيطر الغموض على حياتهما اتفقا على أن يكونا صندوقاً مُغلقاً وساعدتهما ظروفهما على ذلك
زعيمين بطلين شعارهما التحدي وعدوهما الخذلان هذا هو المفهوم الخارجي لسياستهما من خلال ما حققاه على الواقع
،،
وقد رُوِجّ كثيراً على أنهما عميلين ،وأظن أنهما ليسّ بحاجةً ليكونا عميلين فلو كانا كذلك
لم تكن نهاية صدام كهذه النهاية وحياة بن لادن كذلك على أقل تقدير

ومما يزيد الحيرة مثلاً في حقيقة صدام أنه ليس هُناك اتفاق عليها

وأنك لو استمعت لحديث مُعارضيه الكثيرين على مُختلف مشاربهم عنه لاستطاعوا إقناعك بأنه
دكتاتور ظالم عرض العراق طيلة فترة حكمه للحروب وقتل الألاف وشتت العراقيين

ولاحق العلماء فتحول العراق من واحة إلى أرض لا يمكن العيش فيها بسبب الأسلحة

الكيميائية والدمار, وإبادة أهل حلبجة كافية لأدانته فسوف تقتنع رغماً عنك بهذا الكلام

ولو استمعت لحديث مؤيديه وهم أيضاً ليسوا قلة فسيُفندون كل ما ذُكر أعلاه فمعركة حلبجة

والتي استخدم فيها غاز كلوريد السيانوجين أوهيدروجين السيانيد الايرانيين هم

المسؤولون عنها لأن العراق لم يكن يستخدم تلك الأنواع من الأسلحة الكيمياوية في حين
أنها كانت في حوزة الإيرانيين وكلام كثير حول ذلك ، ويبررون غزو الكويت بأنه نتاج لعبة أمريكية
لتوريط صدام والقضاء على الجيش العراقي من خلال حرب مُعد لها

فصدام قائداً عربياً هُمام حامي البوابة الشرقية قامع المد الفارسي بتأييد ودعم عربي "وقت الحاجة" وسيقنعك هذا الكلام أيضاً

ومن ناحية بن لادن لو قلت لك بأنه الرجل الوحيد الذي أرعب أمريكا, المليونير الذي
باع حياة القصور واستبدلها بالعيش في الكهوف لإعلاء كلمة الله والجهاد في سبيله ضد الهجمات
الصليبية المُنضمة على المسلمين، نفذ هجمات مُتعددة ضد مصالح أمريكية وكان سبباً في

اندحارالعدوان السوفيتي في أفغانستان وغيره كثير فسوف لا يخالك الشك بذلك

ولو قلت لك بأنه الهجمات التي نفذها كان أغلبها ضد المدنيين وكان حجة لضرب أفغانستان

فتسب بقتل الرجال والنساء والأطفال في أفغانستان ومُبّرراً لحرب بوش على الإرهاب

التي راح ضحيتها الكثير مادياً ومعنوياً وبشرياً فسوف تتخللك القناعة بذلك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.