الأربعاء

إشكالية النظرة إلى الشيوخ المنتكسون - شرعيتهم وتأثيرهم

لا غرو أن الشيخ هو طالب العلم أو العالم الشرعي الرباني الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر الناصح
قولاً وعملاً والموقن بما جاء في باب الولاء و البراء , المُسدل لحيته لا يُجادلها ولا يمُسها بمقص , لا يُحدث بها
ترميماً كما لم يُرمم عقيدته
ولن يرضى بحال أن يكون تحت مضلة الدعـوة إلى التعايش – التعايش وليس الحوار لأن الحوار يتضمن المُباح
والواجب كالدعوة إلى الله – والهدنة – وبعض المصالح الدنيوية المشروعة التي تـُمارس بين المُسلمين والكفار

إنما الحوار بغطاء التعايش جوراً, وبطائل الخذلان وهو الاندماج مع الكفر بذريعة التسامح هذا التسامح والذي أصلاً لن يقضي على الصراع ولن يُنهي الاحتلال ,
كل ذلك بسبب النسف بقاعدتي الولاء والبراء
ومقاصدهما السامية والتي يرى التنويريون السعوديون أنها سبب الأزمة في التهاب مشاعر الغرب

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المهم أن هؤلاء الشيوخ والذين أضافوا مُحسنات إلى دينهم كما حَسَنوا لحاهم ما زالوا يخدعون مُتابعيهم ومولوهم
أمرهم بواسطة إسدال اللحية , فضلوا محسوبين على المشايخ وأهل العلم الشرعي وهم لا يعدون كونهم نظريين
وباحثين في عامة العلوم , تنحوا عن طريق الشريعة- مُبررون للذرائعية , يجترون النظريات الليبرالية ويلوكونها مراراً وتكراراً حتى حفظناها صم

والمُشكلة لطالما بقيت اللحية وإن لم يكن شيخ فسيكون من عداد المشايخ ضمناً أم مجازاً , فصوته مسموع , تؤخذ منه الشبهات خاصة من الذين لم يزالون يولوهم الثقة حتى بعد انحرافهم
وانخراطهم في سِلك الحداثة
وليست المشكلة في أنه كان-شيخ- وأصبح- شبح- شيخ فهذه لا يُميزها غير العارفين بمبادئ الضلال والزيغ
إنما المشكلة في بقاء اللحية على حافة تلك المبادئ

فاللحية عند عامة الناس وخاصتهم هي ميزة رجل الدين بكافة الدرجات , فهي المعول الذي يعول عليه الناس في تمييز
الرجل المُتدين التقي وهي دليل الاستقامة والصلاح

لذلك فإننا كثيراً ما نسمع عمن استغلوا هذه الميزة والقداسة وأطلقوا لحاهم فترة من الزمن لابتغاء منافع ثم بعد
أن بلغوا مآربهم أزالوها بلا مُبالاة وبكل تجرد

اللا مُبالاة هذه والتي يتصف بها شيوخ اليوم تجاه الدين والغيورين عليه لو كانت لامُبالاة من ناحية اللحية لأقتصر الشر عليهم ولم تشمل الفتنة الدين ولــ انتفى الشيوخ من ذلك كله
بدلاً من السخرية بهم في كل محفل
بسبب ثــلة من لـُحى الموضة " ليميز الله الخبيث من الطيب "

ما أُريد قوله هُنا ومن باب العمق الذرائعي في منهج هؤلاء الشيوخ العصرانيون ونظرياتهم العصرية تجاه الدين
وبما أنهم تنازلوا عن كثير من مقومات الشريعة وآدابها بأسلوب نفعي – كان حرياً أن يحلقوا لحاهم لكي لا يخدعوا الأمة أكثر من ذلك

فمثلاً لو كان سلمان العودة بدون لحية لما خلق كل هذا الجـدل
و
اللحية- منها الطويلة –الوسط – القصيرة- حسب مفهوم كل مُلتحي , فلو رأينا رجل مُتدين يُهذب لحيته يقصها يُزخرفها فأمره متروك له طالما أنه ليس بمنصب شيخ ,
لكن أن نرى شخص بنصف لحية أو بلحية كاملة ثم يُفصل الدين على مقاس لحيته فذلك غير مقبولاً البتة

ما أعنيه هو أنه لا يجب أبداً أن تكون اللحية محل شبه على حساب الدين والعكس فيؤخذ الدين بمقتضاها
وعلى العموم فالدين والتـُقى لا تُحدده اللحية , لكنه أيضاً من السفاهة والخيانة أن يجعل التنويريون اللحية ميزةً لإتباعهم والاقتداء بهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.