الأحد

الأغبيـــاء الجـُـدد


لا إشكالية في أن الغباء على مر العصور لم يختلف بصفته ولم تتغير صيغته

ولكن تنوع- وتعددت أشكاله
وقد سطر الحمقى عبر التاريخ ملاحم في القصص والنوادر , وكانت مجالس الولاة عامرة بأُنسهم وصخب فُكاهاتهم  ,  لكنهم لم يحظوا بأية مكانة 

ولم يكن لهم أي دور آنذاك غير صُنع الطـُرافة وجعل الناس يضحكون
بالرغم من أن لديهم بديهيات ويملكون بعض الفطنة التي لا يعرفها أغبياء هذا الزمن

 

بل قد يعجز عنها حتى الأذكياء اليوم !

لذلك قيل : "خذوا الحكمة من أفواه المجانين "
...
يُحكى أن :
أحمقيْنِ اصطحبا في طريق، فقال أحدهما للآخر: تعالَ نتمنَّ على الله، فإنَّ الطريقَ تُقطعُ بالحديث.

فقال أحدُهما: أنا أتمنّى قطيع غنم أنتفعُ بلبنِها ولحمها وصوفِها.

وقال الآخر: أنا أتمنّى قطيع ذئابٍ أرسلُها على غَنمِكَ حتى لا تتركَ منها شيئاً.

قال: ويحكَ أهذا من حقِّ الصحبةِ وحُرمة العشرةِ.

فتصايَحا، وتَخَاصَما، واشتدّت الخصومةُ بينهما حتى تماسكا بالأطواق، ثمَّ تراضَيَا أنَّ أولَ منْ يطلعُ عليهما يكونُ حكَماً بيْنهما،

فطلع عليهما شيخٌ بحمارٍ عليهِ جرتان منْ عسل، فحدّثاه بحديثِهما، فنزل بالجرّتين وفتحهما حتى سال العسل على التراب، وقال:

صَبَّ اللهُ دمي مثلَ هذا العسلِ إنْ لمْ تكونا أحمقين

فهؤلاء صنعوا شيئا ما لكن لم يؤثروا رغم بلوغهم الفصاحة والبلاغة وبعض المعرفة



ولا يُمكن بحال أن يستطيع الغبي في ذاك الوقت التآمر على العامة أو الخاصة واعتلاء المنبر


وإسداء الرأي ‘ فالرأي له أهله المؤهلون له وهو قاصر لا يؤخذ منه ولا يُرد له لأن يُقابله فراسة



تصد وتلجم أي متطاول على الأفهام


وفوق ذلك لم يكن هُناك وهن ‘ فقد ساندت القوة العقل فنفذ



إنما اليوم فلا قوة ولا عقل



فقد أدت التضاريس الفكرية والتعرية العقلية إلى انكماش الحجج والبراهين الذهنية



وساندت البرغماتية والفائداتية الحديثة الفارغين جوهراً على التمظهر وبلوغ سدة الرأي



فكانت اختراع خطير لصالح تلك الفئة



وظهور الرويبضة الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فكان حديثة كفلق الصبح



وها هو اليوم- يوم نطق الرويبضة



فبرزت الطوام من العقول والتي وجد أصحابها بيئة خصبة لاستنساخ فكرهم بمُساندة هذه التغيرات والتحولات



وبرزت الأيدولوجيا في مؤسساتهم والتي كانت من أهم خططهم المُضللة للمفاهيم



أغبياء هذا العصر وهم عبارة عن خليط مُهجن من الإعلاميين والمُتحررين ومحسوبي الدين



هذا الخليط والذي يصُب في كل الكؤوس على مائدة الجميع


استطاع التأثير على الساحة الفكرية وصنع قاعدة قد تزل وبالإمكان أن تثبت حسب القوة العكسية المُقابلة



والتي لم يكن يؤهلها ويبرزها أي مسوغ غير فرصة هذه التحولات التي أعطتهم مزيداً من النفوذ



ولاقت الاهتمام لدى المُتحررين رغم اختلاف الأصداء لكن البقاء للأغبى في هذا الوقت



وكما ذكرت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.