الخميس

وطـن على كف عفريت











أخص الله سبحانه الإنسان السعودي بمكانة كبيرة وشرف عال , حالت السُبل غير الشرعية والقوانين الإعاقية قصراً دون إتمام هذه المكانة واكتمال هذا الشرف

فبالرغم من أننا نحظى بمكانتين عظيمتين بين الأمم وقوتين نافذتين أخصنا الله بهما إذ وهبنا

القداسة الإسلامية والقوة الاقتصادية غير أننا نكاد أن نكون أوهن من بيت العنكبوت , فلم

نستشعر قوة وأهمية هاتين المكانتين واللتان كان من الجدير أن يؤهلانا للسيادة وقيادة العالم

فالسعوديون لم يُعاصروا الاستقرار ولم يتمتعوا بما وهبهم الله وأخصهم من مُقومات

فقبل اكتشاف النفط كان الصراع من أجل لقمة العيش في كنف التزلزل الأمني والنفسي , وبعد توحيد البلاد واكتشاف النفط أصبح منح الحق أشبه بالمُساومة حتى تطورت البلاد وصارت المُساومة حقيقية وتنوعت أشكالها

ولم يزل الصراع من أجل المعيشة في بلد الخير حتى جُند من يُشغل المجتمع عن مطالبه

ومعيشته ونيل كرامته بتضليل فكره _ وأدلجة الدين _ فأصبح الصراع من أجل الثوابت في بلد المقدسات ومبعث الرسالات

من خلال فتح الأبواب على مصراعيها مع الآخر وصدام الحضارات

وهي خطة مدروسة مسبقاً أُعدت مراحلها ونُفذت تدريجياً باسم الغزو الفكري وأطرافها عدو

خارجي مُهيمن مُتربص وعميل داخلي مُشرع , وهذا ما كان يعد العدو به وقد تحقق الوعد وهانحن مُحتلين فكريا مُشتتين ذهنياً

بصراحة أننا نعيش في ازدواجية معايير وضعف تقدير لا أدري مالدافع لها ومن وراءها

هل هو غباء وسوء قيادة أم تغابي لحاجة في نفس يعقوب حين يوسد الأمر لغير أهله

غير أن نظام الحكم والذي نخرت السوس جذوره وعبثت بأركانه , وحتى نكون مُنصفين فهذه

السوس هي عبارة عن تشكيلة من المُفسدين_ أمراء و دُخلاء و مُداهنون

لكن أليس بالأمكان أفضل مما كان أليس من السهولة بمكان أن نحصل على أوسط الأمور

أليس هُناك ما يؤهلنا لذلك _ بعلمائنا ومُقدساتنا و مقوماتنا أم هي عواقب حينما يوسد الأمر لغير أهله

الأيام دول وصروف الزمن وتعاقب الحوادث كفيلة بالتغيير ولن يدوم أي ملك ولن تبقى الدول

ولو كان هُناك ملك يدوم ودول تبقى لكان ملك بنو أمية والدولة الفاطمية والعباسية وقبلها كسرى وقيصر أحق أن تبقى

لكن المُخيب للأمل أننا لم نحصل على أي قدر من العزة مع امتلاكنا للمفاتيح ونحن لم نُغزى

ولم نشكو المجاعة ولم نمر بمحن ونكبات تُعيقنا

من المؤسف أن القيادة دائماً ما تحتج بالضغوط الخارجية وسيطرة القوى العظمى ثمناً وتبريراً لوهنها

ولو قدرت عظم مكانتها الإسلامية والقوة الإيمانية لاستشعرت معنى قوله تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين. و وعده للمؤمنين

لكنه التهاون بالجهاد والهوان عند الأعداء و زوال اليقين حتى تكالبت علينا الأمم

...



قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :

" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعىالأكلة إلى قصعتها " ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ،

ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن فيقلوبكم الوهن " ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : " حب الدنيا ،وكراهية الموت"

....

هذا الحديث الشريف يُحاكي الواقع اليوم ويثبت صحة كل ما ورد أعلاه ولا أدري هل في الوقت بقية قبل خروج المهدي لتصحيح مسار ديننا ودنيانا

وأن تكون هُناك حُقبة في تاريخ الدولة السعودية يسطرها التاريخ لست أدري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.